أخبار الدارسلايدر

استقالة خواكيم شوستر… جبهة “بوليساريو” تفقد أبرز لوبياتها داخل البرلمان الأوروبي

الدار / خاص

باستقالة خواكيم شوستر من رئاسة “المجموعة المشتركة للصحراء الغربية”، التي تأسست داخل البرلمان الأوروبي لدعم جبهة البوليساريو، يكون الكيان الوهمي قد فقد أحد أبرز لوبياته القوية داخل المؤسسة الأوربية، بحكم أن المجموعة كانت تشكل لوبي كبير، وتحاول في الكثير من الأحيان عرقلة العديد من الاتفاقيات المغربية مع الاتحاد الأوروبي، مثل اتفاقية الصيد البحري، والاتفاقيات الفلاحية، وكذا تصدير الفوسفاط المغربي إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

وبهذه الاستقالة التي كانت متوقعة تتلقى جبهة بوليساريو وحاضنتها النظام الجزائري، صفعة قوية تنضاف الى الضربة الموجعة التي تلقتها من الولايات المتحدة الأمريكية قبل أيام، عقب الاعتراف الأمريكي الأخير بمغربية الصحراء، كما جاء في الموقع الرسمي للبيت الأبيض، الذي نشر إعلان اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء المغربية.

فداحة الهزيمة بالنسبة لجبهة “بوليساريو” باستقالة خواكيم شوستر، تتمثل في كون الكيان الوهمي اعتاد الاعتماد على هذه المجموعة لممارسة الضغوطات داخل أروقة البرلمان على مئات النواب الأوربيين كلما تعلق الأمر بتمرير قرار من القرارات التي تهم المملكة، مثلما هو الحال شهر يناير من سنة 2019، عندما نزلت بوليساريو بكل ثقلها عشية تصويت البرلمان الأوروبي في جلسة عامة على الاتفاق الفلاحي بين المغرب وأوروبا، في محاولة للضغط على مئات النواب الأوروبيين حتى لا يشمل هذا الاتفاق منتجات الصحراء المغربية.

غير أن البرلمان الأوربي كان يرفض مرارا المناورات اليائسة لجبهة “بوليساريو”، اذ رفض شهر دجنبر من سنة 2016، وبشكل قاطع، تعديلا على التقرير السنوي 2015 للاتحاد الأوروبي حول حقوق الإنسان، المناوئ لمصالح المغرب ووحدته الترابية، من خلال التركيز على توسيع صلاحيات بعثة “المينورسو” لتشمل مراقبة حقوق الإنسان بمناطق الصحراء.

ووضع رفض هذا التعديل، أنذاك، وبأغلبية ساحقة، الذي قدمه نواب أوروبيون، بتأثير من اللوبي الجزائري المدعم للجبهة الانفصالية، حدا لجميع المحاولات الرامية إلى إدراج أي فكرة تدعو إلى توسيع اختصاصات المينورسو، والتي سبق للأمم المتحدة أن حسمت فيها.

فشل مناورات الكيان الوهمي من خلال هذه المجموعة التي تدعى “المجموعة المشتركة للصحراء الغربية”، يعزى الى عدالة قضية الوحدة الترابية للمملكة، وجهود الدبلوماسية الرسمية والموازية، والمؤهلات التي يتوفر عليها المغرب على مستوى الاستقرار، والثقة والمصداقية التي تتمتع بهما المملكة.

استقالة خواكيم شوستر من رئاسة المجموعة، بحسب ما جاء في مضمون رسالة الاستقالة، يعزى الى انتهاك جبهة البوليساريو لاتفاق وقف إطلاق النار الذي انتهجته، بعد أن اعترض على الخطوة التي قامت بها الجبهة.

ووصف النائب البرلماني الألماني في رسالة استقالته الموجهة إلى زملائه من النواب الأوروبيين، انتهاك البوليساريو لوقف إطلاق النار بـ”خطأ استراتيجي خطير”، مؤكدا أنه “لا يرى كيف يمكن أن يساعد ذلك في تحفيز حل سلمي للنزاع. بل يرى في ذلك تصعيدا من شأنه تأجيج هذا الخلاف بشكل كبير”، مشيرا الى أن “ذلك لا يخدم مصالح الساكنة الصحراوية”.

وكان خواكيم شوستر يمني النفس برئاسة هذه المجموعة بالاسهام في التوصل إلى حل سلمي لهذا النزاع (…) بهدف تشجيع الاتحاد الأوروبي على القيام، يدا في يد مع الاتحاد الإفريقي، بدعم مقاربة بناءة في أفق تعيين ممثل خاص جديد للأمين العام للأمم المتحدة” إلى الصحراء، مؤكدا أن الأمور أخذت منعطفا دراماتيكيا مع إعلان وقف إطلاق النار من قبل “البوليساريو”.

وخلال شهر يونيو الماضي، عرى البرلمان الأوروبي، نفاق الجزائر والبوليساريو، بعد أن طالبت الجزائر الاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدات للانفصاليين، حيث دفع ادعاء الكيان الوهمي بوجود أزمة إنسانية طلبا للمساعدات الإنسانية، عددا من البرلمانيين الأوروبيين الى اماطة اللثام عن ضجر أوروبي من هذه المفارقات، خصوصا في ظل الأزمة التي تمر منها دول الاتحاد بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد.

زر الذهاب إلى الأعلى