أخبار الدارسلايدر

الأزمة المغربية- الإسبانية.. القوة تنكسر أمام الذكاء والمهارة

الدار- المحجوب داسع

بعيدا عن شحونة العلاقات المغربية الإسبانية بسبب الأزمة الدبلوماسية التي تسببت فيها مدريد، وهي تستضيف مجرم على أراضيها، وما رافق ذلك من حرب تصريحات متبادلة بين الطرفين، أبت أنامل “الكاريكاتيريست” المغاربة إلا أن تضفي على هذه الأزمة، لمسة من السخرية الهادفة الجامعة من جهة، بين بلاغة الامتاع، و نبل هذا الفن السخري، و ما يقتضيه السياق الحالي من توضيح للأطراف الرئيسية التي تسببت في الأزمة بين الرباط ومدريد.

ويجسد هذا الكاريكاتور، المتداول على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، الموقف المخجل الذي حشرت فيه إسبانيا نفسها، وهي تستجدي دعم الاتحاد الأوروبي في مواجهة المغرب، وكيف توسلت اسبانيا البرلمان الأوروبي لاستصدار قرار يرفض “استعمال السلطات المغربية للقاصرين في مدينة سبتة” المحتلة، وهو ما حذا بالمغرب الى التعبير عن موقفه من محاولة مدريد إقحام الاتحاد الأوروبي في نزاع ثنائي محض، وهو الموقف المعبر عنه أيضا من عدد من المؤسسات العربية الوازنة.

ويظهر في الكاريكاتور الثور الاسباني، وقد لف حوله العلم الوطني لإسبانيا. ورغم أن الثور في المخيال الشعبي والاجتماعي للشعوب يرمز الى القوة والشجاعة، فقد ظهر في هذا الكاريكاتور وهو يحتمي بذرع واق مرسوم عليه علم الاتحاد الأوربي، وقد بدت على الثور المسكين علامات الانكسار، و الهزيمة، ليجسد بذلك وضع اسبانيا وهي تواجه المغرب في أزمة كشفت اللثام عن الجارة الايبيرية التي  خانت ثقة المملكة، بتعبير الدبلوماسية المغربية.

وتعرف مصارعة الثيران بإسبانيا باسم “تاوروماكيا”، وهو اسم ذو أصول من اللغة اليونانية القديمة وينقسم لشقين: “تاورو” وتعني ثور، و”ماكوماي” وتعني مصارعة.

وفي مواجهة هذا الثور، يظهر رجل مغربي بزيه التقليدي، مرتديا جلبابا وطربوشا أحمر، وفوقه عبارة  “أجي غار ندوي معك”، وهي إشارة الى الموقف الحازم للمغرب في الأزمة الأخيرة، والذي لم يطالب اسبانيا سوى بالوضوح، و الشفافية في المعاملة بالمثل، وعدم نهج سياسة ازدواجية المواقف، و الطعن من الخلف.

وإذا كان  الثور يعتبر رمزا  للقوة والجمال والشجاعة والقدرة على مواجهة الإنسان، فظهوره في هذا الكاريكاتور منكسر الخاطر، و مطأطأ الرأس، في مواجهة رجل مغربي أعزل، يحسد وضعية اسبانيا في مواجهة المغرب، ليمثل بذلك هذا الكاريكاتور مواجهة بين “القوة” و”الذكاء”، ونزالا بين “الشجاعة” و”المهارة”، التي يمكن أن نلخص بها الأزمة الدبلوماسية الحالية بين الرباط ومدريد.

زر الذهاب إلى الأعلى