المواطنسلايدرفيديو

ارتفاع أثمنة الأسماك.. الدواعي والأسباب 

أحمد البوحساني 

في جولة عادية باسواق السمك، يتفاجىء المواطن المغربي بارتفاع مهول للأثمنة، وقلة العرض كذلك. ليتساءل الجميع عن الأسباب. عدد من بائعي السمك بدار البحار بالمحمدية يكدون الغلاء، ويوضحون الاسباب.

قلة الأسماك وأثمنة مرتفعة

ما يميز سوق السمك حاليا هو الجودة والطراوة، لكن قلة الانواع الاسماك وارتفاع الاثمن هو الميزة السائدة، باستثناء بعض الأنواع القليلة مثل السردين والكروفبت والميرلا ، باقي الانواع مفقودة، وغالية الثمن لدرجة أننا نستحيي قول الأثمنة للزبناء يقول احد الباعة بالسوق، فمثلا سمك البواجو 800 غرام يصل إلى 230 درهم تقريباً. الشرغوا ثمنه 100 درهم، بينما في الأيام العادية يصل إلى 40 او 50 درهم فقط ويكون في متناول المسكين عكس هذه الأيام كما يقول البائع حميد . أما السردين فيترواح بين 15 و 20 درهم، و الكروفيت يصل الى 120 درهم، بينما السول والميرلا 60 درهم وهذه أثمنة عادية كسائر أيام السنة تقريباً.
عدة أسباب أدت إلى إرتفاع أثمنة الاسماك خلال هذه الفترة ، خصوصاً مع قلة العرض وارتفاع الطلب . والنقص الحاصل في ما يسمى أسماك ” القشرة” أثر بشكل كبير على الأثمنة .

أسباب ارتفاع الأثمنة 

يرى باعة السمك ان أسباب هذا الغلاء متعددة ، لكن يبقى اهمها هو عطلة البحارة ، حيث تعرف مراكب الصيد نقص كبير في اليد العاملة، وهذا شيء طبيعي لتزامنها مع عيد الاضحى من جهة، ونظرا لظروف الجائحة من جهة أخرى حيث ان غالبية البحارة لم ترى عائلاتها منذ سنتين او أكثر.
سبب آخر أدى إلى إرتفاع الأثمنة هو موسم صيد الاخطبوط ، حيث يتجه أغلبية الصيادة الى صيده نظراً للارباح الكبيرة التي يستفيد منها البحارة.
سبب آخر حسب باعة السمك بالتقسيط، هو المضاربة في سوق الجملة ، حيث يتم تجميع الاسماك بالهراويين الدار البيضاء قبل أن يتم توزيعه على الأسواق في كل أنحاء المغرب.
وهذا ما يؤكده الحاج، 61 سنة احد اقدم بائعي السمك بالمحمدية، يمارس هذه المهنه منذ ازيد من 40 سنة، ويرى ان الأثمنة عادية، لان من يتحكم في الثمن ليس البائع بالتقسيط، وانما أصحاب الجملة ، البائع البسيط يكتفي ب 5 او 10 دراهم بينما في سوق الجملة فالمزايدة ” الدلالة ” تتحكم وتزيد في الأثمنة .
حميد بائع آخر بالتقسيط يقول “الله يحسن لعوان لينا حنا التجار وحتى المستهلك، كاين مصاريف إضافية علينا بحال النقل والثلج والخدامة، وغيرها…داكشي لاش الثمن طالع بزاف هاد الأيام … “.

الجودة وتطور آليات البيع 

فئات كثيرة من المجتمع لا تستطيع أكل اللحوم الحمراء، وهناك من نصحها الأطباء باكل الاسماك فقط ، لذلك نظطر الى موازنة الأثمنة رغم ارتفاعها يقول البائع حميد ” باش كولشي يعيش وكولشي ياكل الحوت…” .
الفئات الميسورة لا تفكر في الأثمنة، بل تتجه إلى الاسواق الكبرى ولا تأتي إلى الأسواق الشعبية. لكن يبقى أهم شيء هي الجودة، وهو الشيء الوحيد الذي لا يمكن الاستغناء عنه، ويواصل حميد القول : ” لا نستعمل الاسماك المجمدة لما قد يكون لها من تأثير على الزبناء ، فالحفاظ على الزبون هو رأس مال دائم لذلك يجب تفادي اي شيء قد يظر الزبناء فهو سبيل الحفاظ عليهم لانهم اصلا مصدر قوت ابنائي، والجودة هي الأساس …”
من جهة أخرى ، فقد عرفت طرق البيع تطورا كبيرا، رافق التطور التكنولوجيا ، فقد أصبح البيع عن طريق استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وعن طريق خدمة التوصيل الى المنزل من أهم طرق البيع، وكسب الزبناء بسبب اشتعال الأسر من جهة، وبسبب جائحة كورونا من جهة أخرى ارتفعت وثيرة هذه الخدمة في سوق السمك.

رغم هذا الارتفاع الكبير في الاثمنة، يرى الباعة ان الأمور ستعود إلى طبيعتها في ظرف أسبوع بعد عودة البحارة من العطلة لاستئناف العمل، وانتهاء موسم صيد الاخطبوط كذلك .

زر الذهاب إلى الأعلى