الرياضةسلايدرفيديو

بعد الفشل الأولمبي بطل عالمي سابق يضع خارطة طريق لانتزاع الذهب في باريس

أحمد البوحساني

كشف خالد ايت رباي بطل العالم السابق في رياضة الطاي جيتسو، التي أجريت بمدينة لوس بلاسيوس الإسبانية سنة 2001 ، وبطل إفريقيا في رياضة الصامبو سنة 2006 التي جرت أطوارها بالمغرب، في لقاء حصري مع قناة الدار، عن مكامن الخلل وسبل تطوير الرياضة في المغرب بعد نتائج المشاركة الأولمبية الأخيرة وفي طوكيو.

تقييم نتائج طوكيو 2020 

يرى البطل العالمي السابق ان النتائج التي تحصل عليها ممثلو المغرب في مختلف الرياضات الأولمبية الأخيرة بطوكيو كانت متوقعة، باستثناء بعض الرياضات الفردية التي كانت النتائج مفاجئة، فالمغرب حصل في البطولة الأولمبية للشباب على ميداليتين ذهبية وفضية في التيكواندو ، ويتوفر على ابطال أفريقيا والعالم في رياضة الكراطي ، مما جعل النتائج في هذه التخصصات غير متوقعة، وربما كارثية إن صح القول .
أمام غياب مخططات قريبة، ومتوسطة وبعيدة المدى كذلك للمشاركة في الالعاب الاولمبية، و انعدام الاهتمام والعمل على الرياضة القاعدية التي اندثرت بالمغرب فلا يمكن إنتظار نتائج أكثر من هذه. كما أن البطولات المدرسية كانت تنتج أبطال تطعم الفرق المحلية، وتشارك في البطولات الجهوية ثم الوطنية لتصل الى تمثيل المنتخبات وتكتسب الخبرة بالمشاركات القارية، وهذا هو التدريج في العمل، قبل أن يصل الرياضي الى مرحلة المشاركة الاولمبية، والتي تحتاج للتأهل اليها حسب نوع الرياضة الى الفوز في الإقصائيات بخصوص الرياضات الجماعية، و عن طريق جمع عدد من النقاط حسب الرياضات الفردية.


تمت إضافة عدد من الرياضات الجديدة في الألعاب الأولمبية القادمة والتي سيكون للمغرب كلمته فيها، مثل رياضة كيك بوكسنك التي يسيطر الأبطال المغاربة عالمياً على معظم مسابقاتها، ورياضة سومبو التي يعتبر المنتخب المغربي بطل أفريقيا للمرة الخامسة عشرة على التوالي، وفي آخر بطولة إفريقية نظمت بمصر تحصل المغرب على تسعة ميداليات ذهبية . وتعتبر الجامعة الملكية المغربية للسومبو من بين اقل الجامعات التي تشتغل بالمخططات وتهتم بالرياضة القاعدية وتتوفر على منتخب متكامل يؤهل المغرب للحصول على الذهب الأولمبي في باريس 2024.

مسؤولية الفشل وسبل تطوير الرياضة 

خالد ايت رباي يرى أن المسؤولية مشتركة بين جميع المتدخلين، وبشكل هرمي يبدأ من الحكومة وينتهي عند الأندية.
فمع دستور المملكة الجديد في 2011 أصبح التوجه جهوي، وهذا ما يفرض وضع مخططات للتنمية الجهوية على جميع الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية ، وتحديد الأولويات حسب كل جهة، مع ضرورة اشراك العمالات والاقاليم، ثم إدماج الجماعات المحلية في هذه المخططات.
واهم شيء هو تحديد التطلعات الرياضية داخل هذه المخططات وتطويرها بعد ذلك باشراك الجامعات الرياضية لأنها تعتبر الوسيط بين مؤسسات الدولة والهيئات الرياضية الدولية.
من جهة اخرى فان وزارة الثقافة والشباب والرياضة لها دور مهم جدا في تطوير المنظومة الرياضية، عن طريق إقرار عقدة الأهداف بينها وبين الجامعات الرياضية، وتوفير الإمكانيات المادية والمعنوية للأطر الرياضية، وتشجيع الأبطال المغاربة، عكس ما يحدث الآن، فكيف لمنتخب فاز 15 مرة متتالية ببطولة افريقيا لم يجد احدا من المسؤولين في استقباله بالمطار.

مكامن الخلل ودور المخططات في الإقلاع الرياضي 

لاقلاع الرياضة من جديد ، يجب استنباط المخططات من التوجيهات الملكية السامية، التي تركز دائماً على التنمية البشرية، والرياضة الوطنية تحتاج فقط الى مسؤولين يتقنون التواصل، ويشتغلون في إطار متكامل، على جميع الأصعدة ومن بين أهم مشاتل ظهور الأبطال تبقى الرياضة المدرسية التي يجب اعادة الاشتغال عليها ، في إطار تطوير العمل القاعدي خصوصاً مع نظام الجهوية الموسعة التي تبنته بلادنا. وعلى جميع المدن ان تطور امكانياتها الرياضية بشكل تشاركي مع مختلف المتدخلين، لنصل الى منتخبات للجهات الاثنى عشر، قبل أن نكون منتخب وطني متكامل سيمثل الوطن في كل المحافل الدولية.
مشكل آخر يجب حله مستقبلا، وهو استمرار الأبطال في الفئات العمرية الصغيرة في ممارسة الرياضة والاحتراف، هذا المشكل متعلق أساسا ورهين بمستقبل الإنسان، غالبية الآباء و الأمهات تفضل ضمان مستقبل أبنائها، اذ يجب عليهم الإختيار اما الدراسة وضمان المستقبل، أو الرياضة وضياع المستقبل. وللخروج من هذه الدوامة يرى البطل العالمي السابق ان الحل يكمن في اقرار برنامج رياضة ودراسة .

ان العمل الاستراتيجي المتكامل ، والتواصل بين الحكومة والرياضيين عن طريق التنظيمات التي تمثلهم، واقرار عقدة الأهداف وتشجيع العمل الرياضي والاهتمام بالابطال والعمل على تفعيل مخطط رياضة ودراسة هو الكفيل بصناعة ابطال ينافسون على الذهب الأولمبي مستقبلا.

زر الذهاب إلى الأعلى