سلايدرفن وثقافة

“الحديقة الشرقية” في برلين… تحفة فنية على الطراز المعماري المغربي الأصيل

الدار- المحجوب داسع

بصمت أنامل المعلمين والحرفيين المغاربة على حضور لافت في الابداع المتميز بـ “الحديقة الشرقية” بمتنزه Marzahn  ضمن حدائق العالم (Gärten der Welt) في  العاصمة الألمانية برلين.

‏وأبدع الصناع والحرفيون المغاربة في تزيين وبناء هذه المعلمة في قلب ألمانيا، حيث تم استيراد ما يقرب من 250 طنًا من مواد  البناء التقليدية من المغرب ( القرميد والزليج البلدي الفاسي وقطع الفسيفساء ) وغيرها من المواد.

الصناع والحرفيين المغاربة أبدعوا كما هي عاداتهم  في اخراج هذه الحديقة في حلة مغربية لا تضاهى، لتصبح بذلك “الحديقة الشرقية” في منطقة مارزان شرق برلين من الحدائق الأكثر جذبا للزوار بمتنزه حدائق العالم.

“الحديقة الشرقية” ببرلين هي نتاج ألماني مغربي مشترك، حيث قدم عمال مغاربة خصيصاً الى ألمانيا من أجل اتمام الأجزاء الفنية، مثل أعمال النقش البارز والتبليط والزخرفة مثل ال “المقرنس” الثلاثي الأبعاد أو الزخارف العربية المشبكة المسماة ب “زلّيج”، والرسم أو التخطيط. أعطى العمال العرب الحديقة وجهها المميز.

وتحولت هذه الحديقة، التي صممت على الطراز المغربي العربي الإسلامي التقليدي في “الحديقة الدولية” في برلين، في السنوات الأخيرة الى وجهة تجذب عددا كبيرا من الزوار. فبعد الافتتاح بفترة قصيرة تدفق عشرات الآلاف للتعرف على “الشرق الجديد” في مدينتهم.

الزائر لهذه الحديقة سينبهر بأجنحتها وبالزخرفة المغربية التقليدية الأصيلة بشكل يخال معه المرء بأنه يتجول في احدى حدائق مراكش أو فاس، حيث لا يخف على أحد السحر الخلاب لهذه الحديقة. بداخلها تنتظم  أربع جداول صغيرة تقسم الفناء الداخلي المحاط بأربعة أسوار، كما تتداخل الأروقة والدهاليز في هذا المنشأ الواضح المعالم مثل تلك الحقول الأربعة التي تحيط وسط هذه الواحة بسوار من الزهور الجميلة. وفي وسط الحديقة وفي الكشك الخشبي هناك بحيرة صناعية مصغرة، رمزاً للمياه كنبع للحياة الذي يوحي بالسكينة والطمأنينة والراحة.

زر الذهاب إلى الأعلى