أخبار الدارسلايدر

“ليزار”.. زي تقليدي يعكس هوية المرأة الرودانية

يعتبر “ليزار” أو “الحايك” مكون أساسي في اللباس التقليدي العريق الخاص بالمرأة الرودانية، ويحظى هذا الزي بمكانة هامة ضمن عادات وتقاليد ساكنة مدينة تارودانت، كما يشكل جزءا أساسيا يعبر عن هوية المرأة الرودانية، ويمنحها أناقة وجمالا متفردين، يميزها عن باقي النساء.

وترتدي نساء تارودانت “ليزار”، بشكل يومي، وهو عبارة عن قطعة ثوب واحدة، طولها أربعة أمتار وعرضها يصل بالكاد إلى متر ونصف المتر، وهو ذو لونين، الأبيض والأزرق بعدما كان يطغى عليه اللون الأسود قديما، ويحدد ثمته حسب جودة ونوعية الثوب.

ويلاحظ اليوم أن عددا قليلا من النساء الرودانيات أصبحن يرتدين هذا اللباس التقليدي المميز، غالبيتهن من المتقدمات في السن الحريصات كل الحرص على الحفاظ على هذا الموروث، الذي يمثل أحد مكونات التراث المغربي الغني المرتبط بالأزياء.

وفي هذا الصدد، ذكرت هند الحسياني، أستاذة وباحثة في التراث، أن الزي الرئيسي للمرأة الرودانية خارج البيت، كان في القديم أيام الحجبة هو “الكسا” بعد ذلك “المحربل” المصنوع من الصوف، وبعده جاء الحايك أو ليزار، بثلاثة ألوان الأبيض و الأسود تم الأزرق، الذي اعتادت النساء الرودانيات ارتدائه.

وأكدت الحسياني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن التراث يشكل جزء كبير من الهوية، والنساء الرودانيات لازلن متشبثات بـ “الحايك” أو “ليزار” كزي تقليدي محلي بالرغم من مظاهر العصرنة التي باتت تطبع مختلف مناحي الحياة.

من جانبها قالت السيدة فاطمة، من ساكنة تارودانت، والمعروفة بالمدينة كونها من بين النساء القلائل اللائي لازلن يرتدين هذا اللباس التقليدي، “إن ليزار كان لباسا مفضلا لدى النساء الرودانيات بالنظر إلى سهولة استعماله، مقارنة مع الألبسة المستعملة في الأعراس أو الحفلات الأخرى.

وأضافت في تصريح مماثل، أن “ليزار، بالنسبة لي ليس لباسا تقليديا يعبر عن هويتي وتاريخي فحسب، بل هو كذلك زي مريح يشعرني بارتياح داخلي عند ارتدائه”، موضحة أنها ترتدي ليزار في الخروج لقضاء أغراضها اليومية، قائلة “لم استخدم طوال حياتي لباسا آخر غيره، ولن أتخلى عنه أبدا أينما ذهبت وفي جميع المناسبات، إنه مصدر فخر لكل إمرأة رودانية”.

ورغم أنه أصبح من النادر جدا مصادفة نساء يرتدين “ليزار” بشوارع مدينة تارودانت، إلا أن هذا الزي التقليدي العريق الذي كان مصدر إلهام لعدد من الشعراء والفنانين التشكيليين والفوتوغرافيين، يبقى دوما حاضرا في ذاكرة أهل هذه المدينة وموضع تقدير واحترام.

 

الدار : و م ع

زر الذهاب إلى الأعلى