الدار/ إيمان العلوي
أعلنت جمهورية مقدونيا الشمالية عن دعمها الثابت لمغربية الصحراء، مؤكدة أن مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب تشكل أرضية جادة وواقعية لحل النزاع الإقليمي.
لكن هذا الموقف السياسي لم يكن سوى جزء من حزمة مبادرات أوسع تسعى من خلالها مقدونيا الشمالية إلى توثيق روابطها الاقتصادية والسياحية مع المغرب. فقد كشفت مصادر رسمية عن نية سكوبي إلغاء شرط التأشيرة المسبقة للمواطنين المغاربة الراغبين في زيارة البلاد، وهي خطوة من شأنها أن تفتح آفاقًا جديدة للسياحة المتبادلة وتيسير حركة الأفراد بين البلدين.
وبالإضافة إلى ذلك، تجري مفاوضات على مستوى متقدم لإطلاق خط جوي مباشر يربط بين المغرب ومقدونيا الشمالية، الأمر الذي سيعزز من انسيابية التنقل، سواء بالنسبة للسياح أو المستثمرين، كما سيساهم في توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري.
وفي سياق متصل، تستعد الرباط وسكوبي لتنظيم منتدى أعمال ثنائي خلال الأشهر المقبلة، بمشاركة فاعلين اقتصاديين وممثلي غرف التجارة من كلا البلدين. ويأتي هذا التحرك بعد تسجيل ارتفاع بنسبة 58% في حجم المبادلات التجارية بين المغرب ومقدونيا الشمالية خلال الربع الأول من سنة 2025، وهو ما يعكس دينامية ملحوظة في الشراكة الاقتصادية الثنائية.
ويُنتظر أن يشكل المنتدى أرضية لتوقيع اتفاقيات جديدة تشمل قطاعات السياحة، والصناعات التحويلية، والطاقة الخضراء، والتعليم العالي، في ظل تقارب الرؤى الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين في أكثر من ملف إقليمي ودولي.
وتسير العلاقات المغربية المقدونية نحو مرحلة نوعية تتجاوز البعد الدبلوماسي التقليدي، لتؤسس لشراكة متعددة الأبعاد، تستند إلى الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، في منطقة البلقان التي تشهد بدورها تحولات جيوسياسية واقتصادية متسارعة.
