
أحمد البوحساني
أشاد وزير العدل السابق والقيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، محمد أوجار، بالاحتجاجات السلمية التي تعرفها عدد من المدن المغربية، واصفاً إياها بـ”التمرين الديمقراطي الإيجابي” الذي يعكس حيوية المجتمع المغربي ونضج أجياله الجديدة.
وفي تصريح مباشر لقناة “العربية”، أكد أوجار أن ما يجري في المغرب “أمر عادي”، موضحاً أن المملكة “تتوفر على تاريخ طويل من التظاهر والمسيرات الشعبية، وأحياناً حتى المسيرات المليونية”، مشيراً إلى أن الجديد اليوم هو بروز “جيل جديد من الشباب الذي لم يكن يُعتقد أنه مهتم بالشأن السياسي والعام، لكنه فاجأ الجميع بحضوره الميداني وشعاراته المعبرة عن حلمه بمغرب أكثر نظافة وتطوراً”.
وأوضح أوجار أن هذه الحركة الاحتجاجية لا تشكل تهديداً لاستقرار البلاد كما يتصور البعض، معتبراً أن بعض القراءات الخارجية للمشهد المغربي “سطحية ومتسرعة”، مشدداً على أن المغرب دولة مؤسسات وديمقراطية راسخة، وأن فضاءاته تتسع منذ الاستقلال لكل أشكال التعبير والاحتجاج السلمي.
وأكد القيادي في حزب الأحرار رهانه على “نضج الشباب وتعقل الدولة بمؤسساتها، وانفتاح الحكومة على الحوار”، مشيراً إلى أن رئيس الحكومة عزيز أخنوش أعلن بدوره ترحيبه بالحوار والتفاعل مع المطالب الشعبية، وأن الحكومة “بصدد الإعداد لمشروع قانون المالية الذي سيتضمن إجراءات عملية للاستجابة لهذه المطالب”.
وفي تعليقه على بعض أعمال العنف التي رافقت جزءاً من الاحتجاجات، أعرب أوجار عن أسفه لذلك، مميزاً بين المحتجين السلميين و”بعض المنحرفين الذين حاولوا استغلال التظاهرات لإحداث الفوضى”. وقال: “أبرئ الشباب وأعتز بنضالاتهم ووطنيتهم، وأدين بشدة كل أعمال التخريب والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، خصوصاً ما حدث في القليعة”.
وأكد أن حق التظاهر مكفول دستورياً، وأن ما عرفته المملكة في الأيام الأخيرة من مظاهرات سلمية “تم في أجواء إيجابية واحترام للقانون”، ما يبرهن – بحسب تعبيره – على قدرة المغرب على تطوير ديمقراطيته.
وختم أوجار حديثه بالتأكيد على أن البلاد مقبلة على سنة انتخابية تمثل فرصة أمام كل المشاريع السياسية للتعبير عن نفسها، داعياً الشباب إلى “الانخراط في العمل السياسي وممارسة حقهم الديمقراطي عبر صناديق الاقتراع”، مضيفاً: “إذا لم تعجبهم الأحزاب الحالية، فبإمكانهم تأسيس أحزاب جديدة تعبّر عن رؤيتهم وطموحاتهم”.