أخبار الدارسلايدرفن وثقافة

جديد الكاتب والباحث رشيد عفيف: “كما يتنفس الكلِم”.. سيرة أحمد شراك كما لم تُروَ من قبل

جديد الكاتب والباحث رشيد عفيف: “كما يتنفس الكلِم”.. سيرة أحمد شراك كما لم تُروَ من قبل

الدار/

بعد تجربة غنية في كتابة السير الحوارية، يواصل الكاتب والباحث المغربي رشيد عفيف مشروعه في توثيق الذاكرة الفكرية المغربية، بإصدار جديد حمل عنوان “كما يتنفس الكلم”، وهو عمل حواري مطوّل مع عالم الاجتماع أحمد شراك، صدر عن منشورات المركز الثقافي العربي.

الكتاب يأتي بعد عمل سابق لعفيف حول المفكر الراحل محمد سبيلا بعنوان “ذاكرة عبور”، ليشكل الإصدار الجديد امتدادًا لمسعى الكاتب في رصد تجارب رموز الفكر المغربي الذين أسهموا في تشكيل وعي الأجيال.

في تدوينة له على صفحته الرسمية، كشف رشيد عفيف أن الكتاب ليس مجرد سيرة ذاتية لأحمد شراك، بل هو “حكاية جيل كامل من أبناء الاستقلال الذين اصطدمت أحلامهم وتطلعاتهم بإكراهات الواقع التاريخي والسياسي”. وأضاف أن الحوار “يغوص في أعماق الحكاية الشخصية لأستاذ علم الاجتماع، ويستكشف تقاطعاتها مع تحولات الوطن ومنعطفاته المصيرية”.

العمل إذًا لا يُقدّم أحمد شراك بصفته باحثًا فحسب، بل إنسانًا عاش تحولات المغرب من مرحلة ما بعد الاستقلال إلى زمن التحولات الاجتماعية والفكرية الراهنة. من خلال صفحات الكتاب، يتبدّى القارئ أمام رجلٍ عاشقٍ للفكر، متجذّرٍ في المدينة العلمية فاس، ومنفتحٍ على أسئلة الهوية والتنوير، ومنشغلٍ دائمًا بجدلية الفرد والمجتمع.

على ظهر الغلاف، كتب رشيد عفيف تعريفًا دقيقًا بالسوسيولوجي المغربي، الذي عاش علم الاجتماع ممارسةً وتفكيرًا، ونجح في المزاوجة بين البحث الأكاديمي والموقف النقدي، مستكشفًا قضايا المجتمع المغربي من المسألة الثقافية إلى الحقل السياسي والاجتماعي، دون أن يتخلى عن انتمائه الإنساني والوطني.

“كما يتنفس الكلم” هو أكثر من كتاب حوار، إنه وثيقة فكرية وسيرة جيل، تُنصت إلى نبض الواقع وتستنطق الذاكرة الجماعية، في لغة تأملية راقية تجمع بين عمق التحليل ودفء الاعتراف.

وبهذا العمل، يرسّخ رشيد عفيف موقعه كأحد أبرز الأصوات المغربية التي تجمع بين البحث السوسيولوجي والكتابة الأدبية، في مسعىٍ لردّ الاعتبار لذاكرة الفكر المغربي الحديث، من خلال محاورات تضع الإنسان والفكر في صلب الحكاية.

زر الذهاب إلى الأعلى